هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا
ه و ال ذ ي ج ع ل ل ك م ال أ ر ض ذ ل ول.
هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا. يقول الحق جل جلاله. ه و ال ذ ي ج ع ل ل ك م ال أ ر ض ذ ل ول ا ف ام ش وا ف ي م ن اك ب ه ا و ك ل وا م ن ر ز ق ه و إ ل ي ه الن ش ور 15 ثم ذكر نعمته على خلقه في تسخيره لهم الأرض وتذليله إياها لهم بأن جعلها قارة ساكنة لا. ولو كانت تتكفأ متمائلة لما كانت منقادة لنا. أي لم يجعل الأرض بحيث يمتنع المشي فيها بالحزونة والغلظة.
وتقديم لكم على مفعول الجعل للاهتمام والتشويق فامش وا في مناكبها جوانبها وهو تمثيل لفرط التذل ل فإن منكب البعير أرق أعضائه وأصعبها على أن يطأها الراكب. الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون أي الذي بدأ خلق هذا الشجر من ماء حتى صار خضرا نضرا ذا ثمر وينع ثم أعاده إلى أن صار حطبا يابسا توقد به النار كذلك هو فعال لما يشاء قادر على ما. و استعارته للأرض كاستعارة الظهر لها في قوله. تفسير ابن عجيبة.
هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها و كلوا من رزقه و إليه النشور الذلول من المراكب ما يسهل ركوبه من غير أن يضطرب و يجمح و المناكب جمع منكب و هو مجتمع ما بين العضد و الكتف و استعير لسطح الأرض قال الراغب. إبن كثير وقوله تعالى. ه و ال ذ ي ج ع ل ل ك م ال أ ر ض ذ ل ول ا ف ام ش وا ف ي م ن اك ب ه ا. أي ثبتها بالجبال لئلا تزول بأهلها ولو كانت تتكفأ متماثلة لما كانت منقادة لنا.
والذلول المنقاد الذي يذل لك والمصدر الذل وهو اللين والانقياد. هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا أي سهلة تستقرون عليها. أي ثبتها بالجبال لئلا تزول بأهلها. قال تعالى هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها أي فسافروا حيث شئتم من أقطارها وترددوا في أقاليمها وأرجائها في أنواع المكاسب والتجارات واعلموا أن سعيكم لا يجدي عليكم شيئا إلا أن ييسره الله لكم ولهذا قال تعالى.
أي لم يجعل الأرض بحيث يمتنع المشي فيها بالحزونة والغلظة. خبر سبحانه أنه جعل الأرض ذلولا منقادة للوطء عليها وحفرها وشقها والبناء عليها ولم يجعلها مستصعبة ممتنعة على من أراد ذلك منها.